تقف خمسة أسباب رئيسة وراء قدرة العسل على شفاء الجروح:
أولًا- تتراوح نسبة الرطوبة في جميع أنواع العسل بين 15 و 21% ويتكون معظم الباقي من الجلوكوز والفركتوز. تنجذب هذه السكريات إلى الماء بشدة وتلتحم معه لتشكل محلول مركز. هذه الخاصية لها فائدة، لأنه عندما تضع طبقة من العسل على الجرح، يعمل على امتصاص سوائل الجسم، وهكذا تجفف بيئة البكتيريا والفطريات، ويحبط تكاثرها، وهذا هو السبب الرئيس الذي يجعل العسل يزيل التهابات الجروح بسرعة.
ثانيًا- العسل الخام ينتج فوق أكسيد الهيدروجين H2O2 في وجود الماء والمحإلىل، ويعود ذلك بفعل أنزيم أوكسيديز الجلوكوز الذي يفرزه النحل في العسل والذي يقوم بتحويل سكر الجلوكوز إلى فوق أكسيد الهيدروجين وحمض الجلوكونيك لا ينشط هذا الأنزيم إلا بوجود الماء. وهذا يعني أن العسل الخام الموجود في العبوة لا ينتج فوق أكسيد الهيدروجين، ولكن عندما يلامس العسل سوائل الجسم الراشحة من الجرح المفتوح، ينشط الأنزيم المثير للانتباه أن نشاط أوكسيديز الجلوكوز يزداد عندما يخف تركيز العسل، وعليه يستمر مفعول العسل بالعمل على الجرح النازف. المعروف أن فوق أكسيد الهيدروجين معقم قوي ومضاد للالتهاب. وكما يستطيع هذا المركب من جهة تطهير الجرح في المراحل الأولى من الشفاء، يعمل من جهة أخرى على تخرش الأنسجة وعرقلة الشفاء إذا استخدم بصورة متمادية على الجروح.
على عكس ذلك، ينتج أوكسيديز الجلوكوز في العسل كميات صغيرة وثابتة من فوق أكسيد الهيدروجين، وحسب المعطى الطبيعي تكفي الكمية الضئيلة المنتجة لتعقيم الجروح بالضبط وتنشيط ترميم الأنسجة ولكن غير كافية للتداخل مع عملية الشفاء. إنه أسلوب “القطارة” الذي يعطي الجسم ما يستطيع استخدامه حالًا، لا أكثر، وبالطبع، إذا شفي الجرح وأصبح جافًا، يقل نشاط أنزيم الأوكسيديز وعليه لا يتم إنتاج فوق أكسيد الهيدروجين دون حاجة أو ضرورة.
ويجب أن لا ننسى، أن كل الأنزيمات التي توجد طبيعيًا في العسل تتلف فوق أكسيد الهيدروجين في الأعسال التجارية.
ثالثًا- تحتوي أنواع العسل الرحيقية مركبات إضافية مضادة للعدوى البكتيرية وشافية، وهي تتنوع تبعًا للمصدر الزهري لنوع العسل. في دراسة شملت 345 عينة من أعسال طبيعية خام، أظهرت معظم الأنواع فعإلىة مضادة للبكتيريا وخاصة البكتيريا العنقودية (السبب الرئيس لإصابات الجروح بالأنتان). بعد توقف نشاط الأوكسيداز بالكامل وانتفاء مفعول فوق أكسيد الهيدروجين، استمر كل من عسل المانوكا وعسل الحملية الزرقاء فقط بالنشاط.
لأنواع العسل الداكنة القوية والأنواع من النباتات العطرية قدرة مضادة للأكسدة ومضادة للميكروبات أكبر خليط من أعسال المانوكا والحبق والحنطة السوداء والكينا كان خيارًا صالحًا وجاهزًا للاستعمال الطبي. ويعزي إلى عسل اللوتس في اندونيسيا وعسل النيم في الهند قدرات شافية، ومن الأعسال المحلية التي لها قدرة علاجية لشفاء الجروح ومعروفة لدى الناس عسل السدر.
رابعًا- العسل مضاد للالتهابات. تقريبًا كل الجروح التي لا تشفي تكون مصابة بالتهاب مزمن وجميعنا اختبر الجروح المتورمة التي يحيطها دوائر حمراء اللون الجروح الملتهبة تؤدي إلى الألم والشعور بالحرقة والحكاك. قد يكون التهاب الجروح المزمنة نتيجة إصابة بكتيرية أو فطرية مستديمة. وقد تكون نتيجة لضغوط دائمة مثل تقرحات الفراش أو ضعف الدورة الدموية المتأتي من مرض السكري أو الدوإلى. وقد يكون سبب التهاب الجروح المزمن أو بطء الشفاء مشكلة صحية إذا كان المصاب يعاني من ضعف الجهاز المناعي.
مضادات الأكسدة الموجودة في العسل تعترض تأثير الإنتاج الفائض للجذور الحرة وتساعد الجروح على الشفاء وتنشيط نمو الأنسجة الصحية السليمة. بعض الزيوت الأساسية الموجودة في العسل تعمل أيضًا كمضاد للالتهابات.
خامسًا- تحتوي جميع أنواع العسل الخام على كميات متفاوتة من العكبر وحبوب اللقاح، وهذه بدورها تحتوي على كافة أنواع الفيتامينات والمعادن النادرة والمركبات الكيميائية النباتية، كثير منها مضاد للميكروبات ويعرف أنها تحفز نمو أنسجة جديدة سليمة.